Saturday, June 17, 2017

أبعد من تيران وصنافير

AN IMPORTANT PIECE!!

أبعد من تيران وصنافير
حسام كنفاني

Link

لا يمكن اعتبار التفريط المصري بجزيرتي تيران وصنافير الواقعتين في البحر الأحمر إلا حلقة من مسلسل أكبر بكثير مما يُراد إظهاره. فالأمر، في الغالب، ليس مجرد "ترسيم حدود" بين السعودية ومصر، خصوصاً أن الجزيرتين، على الرغم من موقعهما الاستراتيجي، ليستا غاية بحد ذاتهما، وهما لن يزيدا السعودية مساحةً، ولن يعطيا الرياض سيطرة على المضيق المائي في خليج العقبة، الخاضع أساساً للشروط الدولية والمعاهدات، ومنها معاهدة كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل. فالتسريع في عملية نقل الجزيرتين من السيادة المصرية إلى السيادة السعودية، والإصرار على ذلك في أقرب وقت، يفتح الباب أمام تكهناتٍ كثيرة، ويدفع إلى تخيل سيناريوهات ممكنة في القريب من الزمن، خصوصاً في ظل غموض ما تم الاتفاق عليه في مؤتمر الرياض الذي جمع الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، مع زعماء عشرات الدول العربية والإسلامية.

السيناريو الأساسي الذي يمكن إيراده هنا مرتبط مباشرة بمؤتمر الرياض، وما قيل إنه تمخض عنه من شبه اتفاقٍ على إنهاء القضية الفلسطينية وفتح باب التطبيع العربي الإسرائيلي، وهو ما نقله ترامب إلى المسؤولين الإسرائيليين الذين زارهم في رحلة مباشرة من الرياض إلى مطار اللد. يفترض السيناريو أن "تيران" و"صنافير" ليستا إلا محاولة جس نبض الشارع المصري لتنازلاتٍ قد تكون أكبر لاحقاً، فالجزيرتان قد تكونان مجرد بالون اختبار لتطبيق اقتراح الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، بإعطاء مساحة من سيناء إلى الفلسطينيين، في إطار محاولة الوصول إلى حل نهائي. الاقتراح الذي كشفت عنه الصحافة المصرية قبل أشهر، لم تنفه الرئاسة المصرية في حينه، إذ التزمت الصمت. ثم عاد إلى التداول بعد زيارة ترامب والحديث الواسع عن "تبادل للأراضي"، من دون الإفصاح عن الموقع الجغرافي للأراضي التي يجري الحديث في شأن تبادلها. 
هذا السيناريو واقعي جداً بالنظر إلى كيفية إدارة ترامب أمور السياسة الخارجية، فالرجل يريد تدفيع الجميع، ويطلب من الجميع المساهمة في مشاريعه، والتي تأتي من ضمنها محاولة التوصل إلى حل نهائي للقضية الفلسطينية، سيكون على حساب القضية نفسها. حصة مصر من الثمن الذي يطلبه ترامب، وبما أن القاهرة عاجزةٌ عن الدفع النقدي على عكس غيرها، ستكون عينية، وتبرعاً جغرافياً يساهم في امتداد غزة جنوباً، خصوصاً أن الانفجار السكاني في القطاع هو باتجاه الجنوب وليس الشمال.

لا يبدو أن السيناريو ينتهي عند هذا الحد، فالحل النهائي الفلسطيني يتطلب تغييراً جذرياً في قيادة السلطة، وهو ما تحاول القاهرة، بالتعاون مع الإمارات والسعودية، فعله منذ سنوات، غير أنه يبدو الآن أنه وصل إلى مرحلة دقيقة، ودخل فعلياً في التطبيق، مع التسريبات حول اتفاق جرى بين القيادي المفصول من حركة فتح، والمدعوم من الإمارات، محمد دحلان، مع حركة حماس، بعد سلسلة من اللقاءات عقدت في القاهرة. الاتفاق المغلف بالطابع الإنساني، وتخفيف الحصار عن القطاع، يحمل في طياته ما هو أبعد من ذلك، ولا سيما أنه يأتي في إطار تسويق دحلان باعتباره الشخص المثالي لرئاسة السلطة الفلسطينية في المرحلة المقبلة، فالرجل الذي تربطه علاقات متينة مع القيادة الإسرائيلية، ويحظى بدعم سخي من الإمارات تحديداً، يتمدّد في الأراضي الفلسطينية سياسياً ومالياً. واتفاق غزة في حال إقراره، وجرى تطبيقه جدياً، سيعطي دحلان دفعاً شعبياً يسهل من مهمة ترويج توليه القيادة الفلسطينية.

يؤشر هذا السيناريو إلى أن كل ما يجري في المنطقة اليوم هو حلقات مترابطة جرت كتابة تفصيلها في غرف مغلقة، ويجري عرضها على الملأ بالتقسيط. الأمر أبعد من "تيران" و"صنافير"، وحتى قد يتخطى السيناريو الفلسطيني إلى سيناريوهات مرتبطة بكل دولة على حدة.

الحصاد-الأزمة الخليجية.. الخائفون من الحقيقة

الحصاد-حصار قطر عندما يرتد على أصحابه

TRUMP’S QATAR CRISIS

A GOOD COMMENT

By Eric Margolis

Link

Tiny Qatar, the mouse that roared, has now managed to enrage the larger part of the Arab world and defy the newly-minted Mideast expert, Donald Trump.
This month, an angry alliance of Saudi Arabia, Bahrain, the United Arab Emirates and Egypt, with some background support from the puppet regimes of war-torn Libya and Yemen, declared an embargo of Qatar for ‘supporting terrorism.’ They immediately cut off food and goods deliveries to the sandy peninsula on which Qatar sits, boycotted its oil and gas exports, and denied their airspace to Qatar’s airline. There is talk of a US and Arab coup aimed at ‘regime change’ in Qatar.
Veteran Mideast-watchers are used to endless spats between the region’s Arab rulers, but this one was a big deal. It seems that Trump, who recently visited Saudi Arabia, had orchestrated the boycott and isolation of Qatar to show its upstart rulers who was boss. Moreover, his pro-Israeli advisors devised the plan and Trump backed it publicly.
Here was another example of a US leader, with only comic book knowledge of the region, mucking things up royally. The ‘terrorists’ Qatar is accused of supporting were the Muslim Brotherhood, a venerable, moderate movement dedicated to welfare and education. After the Muslim Brotherhood won a democratic election in Egypt, the Saudis and Israel colluded to overthrow it. The result was the US-backed ruthless military dictatorship of ‘Field Marshall’ al-Sisi, which has killed, jailed, and tortured thousands of opponents.
Trump apparently green-lighted the siege of Qatar because it owns the outspoken al-Jazeera TV network, the only really outspoken media group outside of Israel, which the prickly Egyptians and Saudis hate with a burning passion. Qatar’s ruler, Sheik Hamid al-Thani, has been the principal supporter of the besieged Palestinians in Gaza and their political arm, Hamas, which is branded “terrorists’ by the US and Israel.
Qatar has long been friendly with the Afghan resistance movement Taliban, which is also branded ‘terrorists’ by its foes. By contrast, Qatar has been an important backer of Syria’s anti-Assad rebels – who are also supported by the US, Britain, France and Turkey.
While Trump of Arabia was blasting the Qataris as ‘terrorists,’ a word of no meaning whatsoever but beloved of propagandists, the Pentagon’s top brass were tearing their hair out. Qatar just put in a $12 billion order for US F-15 jets, keeping its production lines, that were slated to be scrapped, open and running, creating 60,000 American jobs.
Qatar is home to one of the largest and most important US military bases in the Mideast, al-Udaid, where 10,000 US servicemen are stationed. US warplanes from Udaid fly missions against ISIS insurgents, into Afghanistan, and to Libya. Only the US base at Incerlik, Turkey, rivals al-Udaid. Udaid played a key role in the US invasion of Iraq in 2003. France also runs air operations out of al-Udaid and a base in Abu Dhabi.
Qatar has only 313,000 native-born citizens. Expats comprise 2.3 million. Residents of Qatar joke that it’s the best-run Indian city in Asia.
Indeed, Indians keep the city operating and provide much of its technical cadres. As in all the Gulf States, known to their former British rulers as ‘Trucial States,’ armies of pitifully-paid coolies from India, Pakistan and Bangladesh do the grunt work and are treated as virtual slaves.
Still, Qatar enjoys the world’s highest per capita income. It’s a worthy example of how to put oil money to work properly. When I was a columnist for its leading newspaper, I always marveled at the order and discipline of the kingdom as compared to its neighbors.
Here in a nutshell is what’s happening. Qatar has been the most progressive, modern-thinking Gulf state. Its rulers, the al-Thani family, have tried to support moderate, progressive movements in the Arab world and Afghanistan with money and media support.
Qatar’s efforts at modernizing are being met with furious opposition by the leaders of Mideast reaction – feudal kingdom Saudi Arabia, military dictatorship Egypt and their feudal satraps in the UAE and Bahrain. Trump’s green-lighting this foolish venture shows how poorly informed and dunderheaded he is. The other Gulf States should grow up and stop acting like feuding Bedouins.
Interestingly, Turkey, an old friend of Qatar, just announced more of its troops will go to the sheikdom, where Ankara has a small base. The other war-like actors in this tempest in a teapot will think twice before defying the Turks who have NATO’s second biggest army.

السعودية وإسرائيل تناقشان إقامة علاقات اقتصادية

عرب 48
السعودية وإسرائيل تناقشان إقامة علاقات اقتصادية
Link

نقلت صحيفة 'تايمز' البريطانية، صباح اليوم السبت، عن مصادر أميركية وعربية، قولها إن إسرائيل والسعودية تجريان مفاوضات على إقامة علاقات اقتصادية بينهما.
وبحسب المصادر فإن العملية ستبدأ بخطوات صغيرة، كالسماح لشركات إسرائيلية بالعمل في الخليج العربي، والسماح لطائرات 'إلعال' بالتحليق في الأجواء السعودية.
ونقلت الصحيفة عن مصادر لها علاقات بالسعودية قولها للصحيفة إن تحسين العلاقات بين إسرائيل والسعودية هو بمثابة أحلام للبيت الأبيض المعني بعرض نتائج فورية لجولة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، في الشرق الأوسط.
وأشارت الصحيفة في الوقت نفسه إلى غضب فلسطيني من إجراء هذه المحادثات، وذلك بدافع الخشية من أن تشكل تطبيعا للعلاقات مع إسرائيل دون ضمان أي مقابل سياسي.
يشار في هذا السياق إلى 'وول ستريت جورنال' كانت قد نشرت، قبل نحو شهر، أن دول الخليج، وعلى رأسها السعودية والإمارات، بلورت اقتراحا بموجبه توافق على القيام بعدة خطوات تطبيعية مع إسرائيل في حال قامت الحكومة الإسرائيلية، برئاسة بنيامين نتنياهو، بخطوات تجاه الفلسطينيين، مثل تجميد البناء في المستوطنات في جزء من الضفة الغربية، وتخفيف القيود التجارية المفروضة على قطاع غزة.
إلى ذلك، يستند التقرير إلى تفاصيل من وثيقة تمت بلورتها في المباحثات بين ممثلي 'عدة دول عربية سنية'.
ويشير التقرير إلى أن السعودية والإمارات أطلعتا الإدارة الأميركية، وإسرائيل أيضا، على الاقتراح الذي يتضمن خطوات مثل إقامة خطوط اتصالات مباشرة بين إسرائيل وعدة دول عربية، وبضمن ذلك السماح لشركات الطيران الإسرائيلية بالتحليق في المجال الجوي لدول الخليج، وإزالة القيود القائمة اليوم على التجارة مع إسرائيل.
تجدر الإشارة في هذا السياق إلى أن نتنياهو كان قد صرح، العام الماضي، أن 'هناك اليوم تحولا في علاقاتنا مع الدول العربية المهمة'.
وبحسبه فإن 'هذه الدول تدرك أن إسرائيل ليست العدو، وإنما هي حليف وسند إزاء التهديدات المتصاعدة للإسلام المتطرف، مثل تنظيم الدول الإسلامية'.

Thursday, June 15, 2017

حصار قطر وفتح الخطوط مع إسرائيل

رأي القدس


Link

في تقرير تنشره «القدس العربي» اليوم نقلا عن صحيفة «يديعوت أحرنوت» الإسرائيلية، عن استعداد تل أبيب فتح خط طيران إلى السعودية «لنقل الحجاج» إشارات جديدة على السياق العامّ الذي بدأت تتّضح أبعاده بعيد زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للرياض والذي كانت أكثر فصوله مفاجأة وحدّة قرار المملكة مع الإمارات والبحرين محاصرة جارتهم قطر وما لحق بها من تفاصيل مثيرة باتجاه التصعيد الذي أدى إلى غليان واضطراب كبيرين في الأوضاع العربية والإسلامية.
مع التصاعد المذكور للأحداث صار تفحّص بعض الخيوط المتشابكة والرابطة بين كل هذه الأمور ممكناً، فترامب غادر الرياض متوجّها إلى إسرائيل برحلة جويّة مباشرة (في إشارة رمزيّة إلى ما سيتبع) وقضى جلّ وقت زيارته في التباحث مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول سبل التطبيع التي توصّل إليها مع بعض زعماء العرب هناك.
لكن كيف نفسّر التسرّع والعصبية الذي أبدته الدول الثلاث ضد الإمارة (التي ترتبط مع شقيقاتها الخليجيات برباط «مجلس التعاون» وبأواصر الدين والمذهب والعادات والتقاليد والمصاهرات والاقتصاد) حين نقابله بهذه المشاعر «الأخويّة» الفائضة لدى الشقيقات الخليجيات تجاه أمريكا التي حظيت بصفقات ماليّة مهولة، وتجاه إسرائيل التي بدأت النعم تتوارد عليها، مع تحقيق مطالبها الانتقامية من أسر الشهداء والأسرى، والتساهل مع ابتلاعها للضفّة الغربيّة بالمستوطنات، والتضييق المتواصل على سكان غزة.
في السياسة يجوز القول إن ما يحصل فعليّا يتناسب مع الرغبات الإسرائيلية ومع الأوامر الأمريكية ولا شيء فيه يمكن أن يعتبره الفلسطينيون إرادة عربيّة لتحقيق تسوية حقيقية، وبالتالي فالحديث عن تسهيل شؤون الحجاج والمعتمرين لا يمكن إلا أن يعتبر خطوة سياسية متناسقة مع التراجع العربيّ عن دعم الفلسطينيين، في سبيل الحصول على الرضا الأمريكي والإسرائيلي.
وهذا بدوره يأخذنا إلى سؤال: ما الذي تكسبه السعودية والإمارات والبحرين من تسليم رقاب الفلسطينيين لإسرائيل وأمريكا؟
يمكن العودة بالتحليل إلى قصة القانون الذي أصدره الكونغرس الأمريكي بإمكانية محاسبة السعودية، والذي عارضه الرئيس السابق باراك أوباما، ثم أعاد النوّاب الأمريكيون تثبيته بطريقة تمنع الرئيس من إلغاء عواقبه، ثم جاء الرئيس ترامب الذي وضع وتراً جديداً في طنبور ابتزاز السعودية حين طالبها بدفع تكاليف «الحماية» الأمريكية لها، والذي انتهى، بعد عدد من المناورات الأمريكية والسعودية، إلى الزيارة الكبرى له إلى الرياض التي شهدت قمما عربية وإسلامية وخليجية، وصفقات بمئات المليارات، واحتضانا سعودياً (بتشجيع إماراتي) لوجهة نظر ترامب التي تعتبر كل أشكال «الإسلام السياسي» وتيّاراته إرهاباً، والتي كرّست الدعم لأنظمة الاستبداد التي تكافح هذا «الإرهاب»، وعلى رأسها نظام الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.
وإذا كان هذا كلّه يفسّر الهجمة على الفلسطينيين لكنه لا يفسّر، للأسف، حجم العدوانيّة الكبيرة ليس ضد قطر وسياستها الخارجية المدافعة عن الفلسطينيين وغير الفلسطينيين فحسب، بل ضد عدد كبير من وسائل الإعلام التي تتقارب مع الخطّ السياسي المعادي للاحتلال والاستبداد والمنادي بالديمقراطية والحكم المدني.
يعكس التطرّف دائماً أزمة سياسية داخليّة ويعتبر هروباً نحو الأمام في معاكسة عبثية ستصطدم بالضرورة بوقائع الجغرافيا والتاريخ والسياسة، ونسأل الله ألا تكون عواقبها وخيمة، على الإخوة الذين تورّطوا في «الصعود إلى الشجرة».

الحصاد- اغتيال المبحوح.. دور الإمارات تحت الضوء

الإمارات تمنح الإقامة لاثنين من فريق اغتيال المبحوح

عرب 48
الإمارات تمنح الإقامة لاثنين من فريق اغتيال المبحوح
Link

كشفت تقرير صادر عن المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا، اليوم الخميس، أن اثنين على الأقل من الفريق الذي اغتال القيادي في كتائب الشهيد عز الدين القسام بحركة حماس محمود المبحوح، في فندق البستان بدبي بتاريخ 19/01/2010 يعيشون في دولة الإمارات ولم يقدما للمحاكمة بتهم تقديم الدعم اللوجستي لفريق الاغتيال.
وقالت المنظمة على موقعها الالكتروني إن 'أ. ش (45 عامًا) ضابط في جهاز الأمن الوقائي بالسلطة الفلسطينية و أ.ح (35 عامًا) ضابط في جهاز المخابرات بالسلطة الفلسطينية فرا من دبي عقب عملية الاغتيال إلى المملكة الأردنية لوجود أدلة تثبت تورطهم في عملية الاغتيال'.
ولفتت إلى أن أحد التسجيلات في صالة الاستقبال في مطار دبي أظهرت أحد عناصر الموساد المشاركين في عملية الاغتيال يلتقي (أ.ح) وتبين لاحقا وفق ما عرض من أدلة أن المذكورين قدما دعما لوجستيا وعرفا فريق الاغتيال على الهدف.
وأكدت المنظمة بناء على الأدلة التي توافرت لدى شرطة دبي في تورط المذكورين في العملية وأنهم يعملان في شركة عقارية تملكها شخصية فلسطينية مثيرة للجدل، تقدمت شرطة دبيبطلب استرداد للحكومة الأردنية حيث جرى تسليمهما للسلطات الإماراتية بعد ثلاثة أسابيع من تاريخ الاغتيال.
وبينت أن السلطات القضائية في دبي لم تقدم المذكورين لمحاكمة عادلة وشفافة تظهر دورهم الحقيقي في عملية الاغتيال وجرى التعتيم على القضية وتأكد لاحقا أنهما يعيشان أحرارا في دولة الإمارات.
وفي شكوى للمنظمة، قالت عائلة المبحوح 'إن تعامل السلطات الإماراتية وخاصة الأمنية منها مثير لكثير من الشبهات حيث أنها لم تطلعنا على مجريات التحقيق مع من ألقي القبض عليهم ولم تطلب منا حضور أي جلسات كما هو معتاد في مثل هذه القضايا، حتى أن المقتنيات الشخصية للشهيد لم تسلم لنا حتى هذه اللحظة'.
وأضافت العائلة 'أن الابن عندما سافر إلى دبي لاستلام جثمان والده جرى التحقيق معه وكأنه أمام ضابط مخابرات إسرائيلي ولم يسألوا أي أسئلة تصب في مصلحة كشف المتورطين في الاغتيال بل كان همهم معرفة علاقات محمود في الإمارات'
وأكدت العائلة، بحسب المنظمة، 'أن ما بثه قائد شرطة دبي ضاحي خلفان من تسجيلات لاغتيال محمود يشبه فلما مشوقا لتبرئة الذمة ومنعا للأقاويل التي تحدثت عن تورط الإمارات، حيث تم بثه على أجزاء يجلس الناس كل يوم متشوقين أمام شاشات التلفاز لمعرفة الجديد، ثم تم دفن القضية ولم تقم سلطات الإمارات بأي إجراء جدي للقبض على المتهمين أو محاسبة من تم القبض عليهم وهنا تكمن الريبة والشك من هذا السلوك'.
ولفتت المنظمة في تأكيد على تهاون السلطات الإماراتية في القضية أن أحد المتهمين في الاغتيال ويدعى برودسكي اعتقل في بولندا بتاريخ 4/06/2010، مطالبة السلطات الألمانية بتسليمة وخلال الإجراءات التي استغرقت شهرين لم تتد خل السلطات الإماراتية ولم تقد طلبا لاستلامه.
وعقب تسليم برودسكي للسلطات الألمانية بتاريخ 11/08/ 2010 أيضا لم تحرك السلطات الإماراتية أي ساكن إلى أن قام قاض في مدينة كولونيا بتاريخ 13/08/2010 بالإفراج عن برودسكي بكفالة وفق ما أفاد به المتحدث باسم النيابة العامة راينر فولف، وفق المنظمة.
وفي حينها قال فولف 'إن مذكرة التوقيف علقت بعد التوصل إلى اتفاق بين المحكمة ومكتب المدعي العام'، مؤكدًا على أن باستطاعة برودسكي العودة إلى 'إسرائيل'.
وأردفت المنظمة 'هكذا تبخر برودسكي وضيعت السلطات الإماراتية فرصة ذهبية في القبض على متهم بجريمه خطيرة، وهذا المسلك غريب على السلطات الإماراتية فمؤخرا أرسلت طائرة خاصة وضغطت على الحكومة الإندونيسيه من أجل تسلم معارض إماراتي (عبد الرحمن خليفة بن صبيح السويدي) قامت باستلامه يدا بيد وحكمت عليه عشر سنوات'.
ودعت المنظمة السلطات الإماراتية إلى احترام حقوق عائلة المبحوح واطلاعهم على مجريات التحقيق مع من تم إلقاء القبض عليهم في إطار التزاماتها القانونية في مكافحة الجرائم المنظمة والخطيرة كما دعت المنظمة إلى تسليم كافة المقتنيات الشخصية التي حرزت عقب عملية الاغتيال.

إسرائيل والحملة على قطر.. فرص ومحاذير

صالح النعامي

Link
تبدي دوائر صنع القرار ومحافل التقدير الإستراتيجي ومراكز التفكير في إسرائيل اهتماما كبيرا  برصد التداعيات المحتملة للحملة التي تشنها دول عربية بقيادة السعودية على دولة قطر، واستشراف تأثيراتها المختلفة على مصالح الكيان الصهيوني الإستراتيجية.
ويُستدل من الجدل الواسع الذي يدور حاليا في تل أبيب بشأن تبعات هذه الحملة، على أن الكثير من الدوائر الرسمية بإسرائيل ترى أن الحملة على قطر تخدم المصالح الإستراتيجية للكيان الصهيوني. لكن في مقابل هذا التفاؤل، فإن عددا من مراكز الأبحاث الرائدة والنخب الوازنة في تل أبيب تحذر من أن بعض تداعيات الحملة على قطر يمكن أن تمثل مصدر تهديد لمصالح إسرائيل.
وسنحاول في هذا المقال الإلمام بقائمة الفرص التي ترقبها تل أبيب في الحملة على قطر، وجملة المحاذير التي تحملها هذه الحملة في طياتها، والتي يمكن أن تستحيل إلى مصادر تهديد للمصالح الإسرائيلية.
الفرص المحتملةضمن قائمة الفرص التي تراهن إسرائيل على تحقيقها عبر الحملة على قطر، يمكن الإشارة إلى التالي:
- إحباط فرص التغيير في العالم العربي: لا خلاف بين محافل التقدير الإستراتيجي والنخب الإسرائيلية على أن أحد أهم مسوغات الحملة على قطر، يتمثل في حساسية السعودية -والدول العربية التي تسير في ركبها- من إسهام الدوحةفي توفير قوة الدفع التي سمحت بتواصل الموجة الأولى من ثورات الربيع العربي، حتى تمكنت من إسقاط بعض الأنظمة العربية أو التخلص من رؤوسها.
"تجاهر دوائر صنع القرار في تل أبيب بأن أحد أهم المصالح المشتركة لكل من إسرائيل والدول التي تناصب الدوحة العداء، هو ضمان استقرار أنظمة الحكم العربية والحفاظ على بنية النظام الإقليمي، من خلال محاولة إجبار الدوحة على قطع علاقاتها مع القوى التي تمثل حاضنة للتغيير الداخلي، وتحييد تأثير قناة الجزيرة"

وتسجل المحافل الإسرائيلية أن الدوحة اتبعت في إستراتيجيتها هذه تكتيكين رئيسيين، وهما: بناء علاقات مع القوى السياسية والاجتماعية التي يمكن أن تحمل لواء التغيير الداخلي في العالم العربي؛ إلى جانب الدور الذي لعبته قناة الجزيرة في  منح هذه القوى القدرة على عرض برامجها ورؤاها على الجماهير العربية.
وتجاهر دوائر صنع القرار في تل أبيب بأن أحد أهم المصالح المشتركة لكل من إسرائيل والدول التي تناصب الدوحة العداء، هو ضمان استقرار أنظمة الحكم العربية والحفاظ على بنية النظام الإقليمي، من خلال محاولة إجبار الدوحة على قطع علاقاتها مع القوى التي تمثل حاضنة للتغيير الداخلي، وتحييد تأثير قناة الجزيرة وتغطيتها التي تؤجج التغيير.
ويعود الحماس الإسرائيلي لكل تحرك عربي يحاول تقليص فرص اندلاع موجة تغيير ثالثة في العالم العربي، إلى إدراك تل أبيب أنه لولا نجاح الثورات المضادة لما تمكنت إسرائيل من استعادة الشراكة الإستراتيجية على نطاق واسع مع دول مثل مصر، وبناء تحالفات صامتة مع دول عربية أخرى.
المس بالقضية الفلسطينية: لقد رأت المحافل الرسمية الإسرائيلية أن الحملة على قطر تحسن قدرتها على المس بالقضية الفلسطينية من خلال: حصار المقاومة، وتوفير بيئة لفرض "تسوية" وفق المعايير الإسرائيلية، وشرعنة الاحتلال.
فقد استمدت إسرائيل التشجيع من مطالبة وزير الخارجية السعودية عادل الجبير قطر بقطع علاقتها مع حركة حماس كأحد أهم الشروط لإعادة العلاقات معها. ورأت تل أبيب أن إعلان الجبير يقلص هامش المناورة أمام المقاومة الفلسطينية التي تعد  "حماس" رأس حربتها، ويجفف مصادر دعمها الإقليمي.
وقد اعتبرت حكومة اليمين المتطرف في تل أبيب أن الحملة على قطر تحسّن فرص تمرير مشروع "التسوية الإقليمية"، الذي ينظّر له رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، ويقوم على التطبيع الكامل والعلني بين إسرائيل والدول العربية.
وإن كان هذا لا يكفي، فإن النخب اليمينية المرتبطة بحكومة نتنياهو رأت في قائمة الكيانات والشخصيات "الإرهابية" -التي أعلنتها كل من السعودية والإمارات ومصر والبحرين- إقرارا عربيا بأن الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية والفلسطينية لم يعد مصدرا من مصادر عدم الاستقرار في المنطقة. وقد عبر عن هذا الموقف بشكل صريح الكاتب اليميني الإسرائيلي عمير رابوبورت في مقال نشرته صحيفة "ميكور ريشون" (12 يونيو/حزيران الجاري).
تحسين بيئة إسرائيل الإقليمية: لقد عززت الحملة على قطر -في نظر دوائر صنع القرار بتل أبيب- فرص تطوير العلاقات بين إسرائيل والدول الخليجية التي شاركت في الحملة، على اعتبار أن هذا التطور وسع مساحة القواسم المشتركة بين تل أبيب وعواصم الدول الخليجيةالتي تناصب الدوحة العداء.
"جاهر وزير الحرب الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان بالإفصاح عن رهاناته "الإيجابية" على الحملة على قطر، عندما أعلن أن هذه الحملة تحمل في طياتها فرصا كبيرة لإحداث تحولات جذرية على علاقة إسرائيل بالعالم العربي، معتبرا أن ما أقدمت عليه السعودية ودول أخرى ضد قطر يدل على أن إسرائيل -في نظر هذه الدول- هي "جزء من الحل وليست مركبا من مركبات المشكلة""

فقد جاهر وزير الحرب الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان بالإفصاح  عن رهاناته "الإيجابية" على الحملة على قطر، عندما أعلن أن هذه الحملة
تحمل في طياتها فرصا كبيرة لإحداث تحولات جذرية على علاقة إسرائيل بالعالم العربي.
واعتبر أن ما أقدمت عليه السعودية ودول أخرى ضد قطر يدل على أن إسرائيل -في نظر هذه الدول- هي "جزء من الحل وليست مركبا من مركبات المشكلة" (قناة التلفزة الإسرائيلية الثانية، 10 يونيو/حزيران).
في حين أن سلف ليبرمان في المنصب موشيه يعلون اعتبر أن المسوغات التي قدمتها الدول التي قاطعت قطر لتبرير إجراءاتها ضدها، تدل على أن "إسرائيل ودول الخليج تسير في نفس المركب" (قناة التلفزة الإسرائيلية العاشرة، 44 يونيو/حزيران).
ومن هنا، لم يتردد مستشار الأمن القومي الأسبق لنتنياهو الجنرال يعكوف عامي درور في الجزم بأن الأزمة الحالية ستفضي إلى حدوث "طفرة" في التعاون الإستراتيجي بين إسرائيل والدول الخليجية (جاءت تقديرات درور في تقدير موقف نشره مركز بيغن السادات للدراسات الإستراتيجية، بتاريخ 14 يونيو/حزيران).
مع العلم بأن وسائل الإعلام الإسرائيلية عادة ما تشير إلى التحسن الكبير الذي طرأ على مستوى التعاون الأمني والاستخباري بين إسرائيل وبعض الدول الخليجية وتحديدا السعودية، لا سيما بعد التوقيع على الاتفاق النووي بين إيران والدول العظمى.
فقد كشفت مجلة "الدفاع الإسرائيلي" بتاريخ 16 أكتوبر/تشرين الأول 2016 تفاصيل كثيرة عن طابع ومناشط التعاون الاستخباري بين الاستخبارات السعودية وكل من جهاز "الموسادوشعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية "أمان".
التقاء المصالح في سوريا: تراهن إسرائيل على أن الأزمة الخليجية الحالية ستؤدي إلى التقاء المصالح بينها وبين والسعودية في سوريا.  فحسب تقديرات "مركز يروشليم لدراسة الجمهور والدولة" وهو الأكثر التصاقا بحكومة نتنياهو؛ فإن السعودية يمكن أن تتجه لتأييد تقسيم سوريا كحل للصراع القائم هناك، وذلك من أجل "الإضرار بمصالح تركيا، ردًّا على اصطفاف رئيسها طيب رجب أردوغان إلى جانب قطر" (موقع المركز 111 يونيو/حزيران).
وحسب هذا التقدير، فإن السعودية التي ظلت ترفض كل الأفكار المتعلقة بتقسيم سوريا يمكن أن تتحول إلى تأييد تمتع الأقليات في سوريا -لا سيما الأكراد- بكيانات مستقلة.
ومن نافلة القول إنه في حال تحققت توقعات المركز فإن هذا يمثل إسناداً قوياً لتنفيذ خريطة المصالح الإسرائيلية في سوريا، حيث إن تل أبيب ترى في تقسيم سوريا إلى دويلات الوصفة الأفضل لعدم تحول سوريا إلى مصدر تهديد للعمق الإسرائيلي مستقبلا.
المحاذير المتوقعة
وفي مقابل الفرص التي تراهن عليها دوائر صنع القرار في تل أبيب؛ فإن هناك محاذير ترصدها مراكز تفكير ونخب إسرائيلية بشأن تداعيات الأزمة التي تعصف بالخليج على المصالح الإسرائيلية، ويمكن حصرها في التالي:
تهديد فرص تشكل "الناتو الشرق أوسطي": بخلاف المحتفين بالأزمة، فإن هناك في إسرائيل من يرى أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب ارتكب خطأ كبيرا عندما سمح بتفجر الأزمة الخليجية على اعتبار أنها -في حال تعاظمت- ستفضي إلى المس بمكانة الولايات المتحدة وتُقلص قدرتها على تحقيق مصالحها.
"لو دار في أروقة صنع القرار في الدول الخليجية -التي شنت هذه الحملة على قطر- نقاش جدي وموضوعي يستند إلى مرجعية إستراتيجية وقيمية وأخلاقية، لما أقدمت على ما أقدمت عليه، إذ لا يمكن تصور أن تتبنى أي منظومةٌ سياسيةٌ عربيةٌ إستراتيجيةً تجني عوائدها حصريا إسرائيل أو إيران"

فحسب "مركز أبحاث الأمن القومي" الإسرائيلي فإن الانقسام والتصدع في الصف الخليجي لا يسمح ببناء التحالف الإقليمي الذي نظر له ترمب كثيرا، وراهن على دوره في مواجهة إيران و"الإسلام السني المتطرف"، وهو التحالف الذي أطلق عليه "ناتو شرق أوسطي".
ليس هذا فحسب، بل إن "المركز" حذر -في ورقة نشرتها مجلة "مباط عال" في عددها الصادر يوم 8 يونيو/حزيران- من أن الحملة ضد قطر قد وفرت بيئة إقليمية حسنت مكانة إيران وعززت قدرتها على الحركة، وسمحت بتوفير ظروف تدفع دولا أخرى للتقارب معها خاصة تركيا وقطر.
ومن هنا، فإن في تل أبيب من يرى أن إضعاف مكانة الولايات المتحدة جراء تصدع صف حلفائها في الخليج وتحسن مكانة إيران، يقلصان العوائد التي يمكن أن تجنيها تل أبيب من تقاربها مع بعض دول الخليج في أعقاب الأزمة.
تعزيز فرص اندلاع مواجهة مع غزة: يكاد لا يختلف اثنان من المعلقين في إسرائيل على أن أحد المخاطر الناجمة عن الحملة على قطر، هو زيادة فرص اندلاع مواجهة قريبة مع حركة حماس في قطاع غزة.
فحسب التقديرات الإسرائيلية، فإنه إذا أسفرت الحملة الحالية عن توقف المساعدات الاقتصادية القطرية للقطاع، فإن هذا سيدفع إلى انهيار تام للمرافق العامة هناك بشكل يفضي إلى مواجهة جديدة.
واستنادا إلى المنطق الإسرائيلي، فإن قيادة حركة حماس يمكن أن تبادر إلى إشعال مواجهة جديدة ضد إسرائيل إن وصلت إلى قناعة مفادها أنه لم يعد هناك ما تخسره في أعقاب توقف الدعم القطري، الذي يعد الدعم الأكثر تأثيرا على حياة الفلسطينيين في غزة.
فرغم أن البيئة الإقليمية تسمح لإسرائيل بشن حرب على القطاع حاليا، فإن اندلاع هذه الحرب في هذه الظروف لا يخدم المصالح الإستراتيجية لإسرائيل، ليس فقط لأن الحرب ستسفر عن أعداد كبيرة من القتلى والجرحى إلى جانب المس بالمرافق الحيوية الإسرائيلية، بل أيضا -وبشكل أساسي- لأنه لا يوجد طرف يمكن أن يدير شؤون القطاع في حال أسفرت الحرب القادمة عن إسقاط حكم حركة حماس.
ويعني ذلك أن إسرائيل ستضطر عندها للتورط في الوحل الغزي عبر الاحتلال المباشر، وإدارة شؤونه بشكل يفاقم التحديات الاقتصادية والأمنية أمامها ويمس بمكانتها الدولية، علاوة على أن مثل هذا السيناريو لا يضمن معالجة مصادر التهديد التي تشكلها المقاومة بشكل نهائي.
وفي الوقت ذاته، فإن هناك من يقول إن بقاء الارتباط بين غزة والدوحة يسمح للقيادة القطرية بلعب دور الوسيط بين تل أبيب وحماس في حال اندلعت مواجهة بين الجانبين، على اعتبار أن الثقة التي تحظى بها قطر لدى حماس تسمح للدوحة بالتوسط لتطويق المواجهات العسكرية.
وخلاصة القول هي أنه رغم التباين في التقديرات الإسرائيلية بشأن تداعيات وانعكاسات الحملة التي تتعرض لها قطر على مصالح الكيان الصهيوني، فإنها تتفاوت بين تحديد أي من إسرائيل أو إيران هو المستفيد الرئيسي من هذه الحملة.
ومما يبعث على الأسى حقيقة أنه لو دار في أروقة صنع القرار في الدول الخليجية -التي شنت هذه الحملة على قطر- نقاش جدي وموضوعي يستند إلى مرجعية إستراتيجية وقيمية وأخلاقية، لما أقدمت على ما أقدمت عليه. فلو تجاوزنا حقيقة أنه لا يوجد مسوغ موضوعي يبرر الحملة، فإنه لا يمكن تصور أن تتبنى أي منظومةٌ سياسيةٌ عربيةٌ إستراتيجيةً تجني عوائدها حصريا إسرائيل أو إيران.

Emad Hajjaj's Cartoon

صفقة تيران وصنافير

المواقف الدولية بشأن الأزمة في الخليج: إجماع دولي على الحل السلمي وتضارب مواقف الإدارة الأميركية


وحدة تحليل السياسات | 15 يونيو، 2017

Link


  • وحدة تحليل السياسات 
    هي الوحدة المكلفة في المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات بدراسة القضايا الراهنة في المنطقة العربية وتحليلها. تقوم الوحدة بإصدار منشورات تلتزم معايير علميةً رصينةً ضمن ثلاث سلسلات هي؛ تقدير موقف، وتحليل سياسات، وتقييم حالة. تهدف الوحدة إلى إنجاز تحليلات تلبي حاجة القراء من أكاديميين، وصنّاع قرار، ومن الجمهور العامّ في البلاد العربية وغيرها. يساهم في رفد الإنتاج العلمي لهذه الوحدة باحثون متخصصون من داخل المركز العربي وخارجه، وفقًا للقضية المطروحة للنقاش..
    أعلنت كلٌ من السعودية والإمارات والبحرين ومصر صباح الخامس من حزيران/ يونيو 2017 قطع العلاقات الدبلوماسية والقنصلية مع قطر، وإغلاق المنافذ البرية والبحرية والجوية معها، ومنع العبور في أراضيها وأجوائها ومياهها الإقليمية، ومنع مواطنيها من السفر إلى قطر، وإمهال المقيمين والزائرين من مواطنيها فترةً محددةً لمغادرتها، ومنع المواطنين القطريين من دخول أراضيها، وإعطاء المقيمين والزائرين منهم مهلة أسبوعين للخروج.
    وفور الإعلان عن الخطوة غير المسبوقة في التعاطي الخليجي – الخليجي، بدأ السباق باتجاه استمالة أكبر عددٍ ممكنٍ من دول المنطقة والعالم بين أطراف الأزمة. وبينما نجحت السعودية والإمارات في دفع دول صغيرة وهامشية في الانضمام إليها في مقاطعة قطر كوسيلة لإجبارها على الخضوع، تعاطت القوى الإقليمية والدولية الكبرى الأخرى، إذا استثنينا التضارب في الموقف الأميركي، بمسؤولية أكبر تجاه الأزمة، وطالب أكثرها بحلها عن طريق الحوار.

    الموقف الأميركي: تضارب يعقد المشهد
    جاءت ردة الفعل الأولية على الأزمة من وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون الذي طالب، أثناء زيارته أستراليا، بضرورة حل الأزمة بطرق سلمية. لكنّ الموقف الأميركي دخل بعد ذلك في حالةٍ من الغموض والتضارب عندما نشر الرئيس دونالد ترامب تغريدةً على حسابه على توتير في اليوم التالي (6 حزيران/ يونيو) تبنى فيها مواقف الدول المحاصرة، وأكد أنّ ما حصل هو أحد ثمار زيارته إلى المنطقة[1]، في إشارة إلى قمة الرياض التي طالب فيها ببذل مزيد من الجهود لمواجهة ما أسماه "الإرهاب الإسلامي بكل أشكاله"، مشيرًا إلى حركة حماس، إلى جانب تنظيمي "القاعدة" و"داعش"[2]. وقد امتد التناقض في الموقف الأميركي ليشمل البنتاغون، الذي أشاد بالجهود التي تبذلها قطر في محاربة تمويل الإرهاب. وكان ترامب نفسه قد أعلن في مؤتمر الرياض أن قطر حليف إستراتيجي في مكافحة الإرهاب.
    وعلى الرغم من أن التضارب في مواقف إدارة ترامب بدا كأنه انتهى مع تكليف وزارة الخارجية بملف إدارة الأزمة الخليجية، فإنه بعد أقل من ساعةٍ فقط على تصريح تيلرسون بتخفيف الحصار عن قطر وحل الأزمة بالحوار، عاد ترامب ليتهم قطر "بتمويل الإرهاب وعلى أعلى المستويات"، ورأى أن الخطوات التي تقودها السعودية ضد قطر "صعبة ولكنها ضرورية"[3]. وبدا ترامب كأنه يقوض موقف وزير خارجيته وصدقيته في حلّ الأزمة.
    أكدت تصريحات ترامب وجود انقسامٍ عميقٍ في إدارته بين التيار الواقعي الذي تمثله وزارتا الخارجية والدفاع ويحرص على المحافظة على وحدة التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن في الحرب ضد تنظيم "داعش"، والذي تعد قطر جزءًا أساسيًا منه وشريكًا إستراتيجيًا فيه، وبين تيار شعبوي يرى كلّ ما هو إسلاميٌ إرهابيًا وكلّ عملٍ خيريٍ تمويلًا للإرهاب. ويقدم التيار الأخير العلاقات الدولية بلغة التجارة؛ فهو مستعدٌ لتسويق الصمت عن اتهام السعودية بتوليد الإرهاب مقابل الصفقات التجارية. من جهة ثانية، سرى اعتقاد بأن ترامب ربما يستغل الأزمة الخليجية ويحاول تأجيجها لصرف الانتباه عن كابوس التحقيقات في موضوع التدخّل الروسي في انتخابات الرئاسة الأميركية، والذي بدأ يأخذ مسارًا أكثر جدية بعد الشهادة التي أدلى بها المدير السابق لمكتب التحقيقات الفيدرالي جيمس كومي، واتهم فيها ترامب بالكذب في أسباب إقالته من منصبه، وأنه أقاله بسبب إصراره على المضي في التحقيقات بموضوع التدخل الروسي وعلاقة مساعدين لترامب بروسيا[4].
    تمنح تصريحات ترامب غطاءً للحصار في حين تسعى المؤسسة الأميركية ممثلة بالخارجية والدفاع للتوصل إلى حلّ، لا سيما أنّ ثمة تقدمًا في الملفات الثنائية بين قطر وأميركا، بما في ذلك موضوعات متعلقة بملفات تمويل الإرهاب. ولا يُستبعد أن يؤدي الاتجاهان السائدان دورَ "الشرطي السيء" و"الشرطي الجيد" في الضغط على قطر بشكل يتجاوب مع أهداف الحصار. ومن هنا، تكمن أهمية متابعة ما يجري في واشنطن في هذه المرحلة.
    أما على مستوى وسائل الإعلام، فعلى الرغم من الاستثمار الإماراتي المالي الكبير في الإعلام والعلاقات العامة، فإنّ أغلبية وسائل الإعلام الكبرى تبدي شكوكًا في الرواية السعودية الإماراتية، ولا تميل إلى تصديق ترامب أصلًا. وهذا ما فعله اصطفاف ترامب مع الإمارات والسعودية على المستوى العالمي، حيث لا يحظى بالشعبية التي يحظى بها في هذين البلدين على أقل تقدير.

    المواقف الأوروبية: توازن بنكهة المصالح
    بدا الموقف الألماني من الأزمة الخليجية منذ اندلاعها صريحًا وواضحًا؛ إذ طالب وزير الخارجية الألماني غابرييل زيغمار بضرورة رفع الحصار المفروض على قطر لأنه يضرّ بجهود محاربة الإرهاب. وقد جاء الموقف الألماني من الأزمة في جزءٍ منه كردة فعلٍ على سياسات الرئيس ترامب في منطقة الخليج واتجاه الاتحاد الأوروبي، حيث أخذت ألمانيا تحاول القيام بدورٍ أكثر فاعلية دوليًا من خلال البوابة الأوروبية خاصة بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وفوز مكرون برئاسة فرنسا. واتضح ذلك الميل في السلوك الألماني في تصريحات زيغمار لصحيفة هاندلسبلات الألمانية  تعليقًا على الأزمة الخليجية؛ إذ قال: "إن انتهاج مثل هذا الأسلوب "الترامبي" في التعامل مع قطر "يشكل خطورةً كبيرةً جدًا في منطقة هي في الأساس مشحونة بالأزمات. إن الاستمرار في التصعيد ليس في مصلحة أحد"[5].
    أما فرنسا، فقد دعت إلى حل الخلاف الخليجي بالحوار، إذ أعرب الرئيس مكرون عن تأييد بلاده لكلّ المبادرات الداعمة لتعزيز التهدئة، وأبدى بيانٌ صادرٌ عن الرئاسة الفرنسية عزم فرنسا القيام بمساعٍ وجهودٍ من خلال التشاور مع الدول الصديقة لإيجاد حل للأزمة[6]. وكان وزير الخارجية السعودي عادل الجبير زار فرنسا وألمانيا للحصول على دعمهما لخطوة محاصرة قطر، إلا أنه وجد صدودًا كبيرًا خاصةً في برلين، ولذلك كانت المحطة الخارجية الأولى لوزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، والتقى فيها وزير الخارجية الألماني الذي أكد مجددًا رفض برلين الحصار المفروض على دولة قطر، واعتبر قطر شريكًا إستراتيجيًا في مكافحة الإرهاب، وأنها طرفٌ مهمٌ في التحالف الدولي لمواجهة تنظيم "داعش"، وأن إضعافها هو إضعاف لتلك الحرب. 
    اتسم الموقف الروسي مع بداية الأزمة بالحذر، لكنّه لم يلبث أن تطور، عندما عرضت موسكو تزويد قطر بالمواد الغذائية نتيجة الحصار الذي تتعرّض له. كما دعا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى تسوية الأزمة على طاولة الحوار "من أجل إزالة كل ما يبعث على القلق"[7]. ثمّ أكد لافروف هذا الموقف في مؤتمر صحافي جمعه مع وزير الخارجية القطري، إذ قال: "إن قرار بعض الدول العربية قطع العلاقات الدبلوماسية مع الدوحة أثار قلق موسكو، فروسيا لا يمكن أن يسرها تدهور العلاقات بين شركائها"[8]. ويبين هذا الموقف أن موسكو لم تنجرَّ الى تأييد المواقف السعودية والإماراتية ضد قطر، على الرغم من العلاقة الوثيقة التي بنتها أبو ظبي مع موسكو، وبخاصة أنّ ولي عهد أبو ظبي قام بدورٍ بارزٍ في إنشاء قناة تواصل خلفية بين الكرملين وإدارة الرئيس دونالد ترامب[9].

    المواقف الإقليمية: فرص ومخاطر
    تلقفت إيران الهجمة الإعلامية على قطر منذ بدايتها في 24 أيار/ مايو 2017، باعتبارها فرصةً لتقوية مواقفها في مواجهة السعودية، وبخاصة أنّها عدّت قمة الرياض موجّهة ضدها، كما رأت أنّ الأزمة الخليجية تعدّ من إفرازات هذه القمة وزيارة ترامب إلى السعودية. لذلك، بادر الرئيس الإيراني حسن روحاني إلى الاتصال بأمير قطر تميم بن حمد آل ثاني بتاريخ 27 أيار/ مايو 2017، تحدث فيه عن أهمية الحوار المتكافئ بين الدول المطلة على الخليج[10]. ومع انتقال الهجمة من المستوى الإعلامي إلى المستوى الدبلوماسي وإغلاق الحدود مع قطر، أعرب اتحاد المصدرين الزراعيين الإيرانيين عن استعداد إيران لتزويد قطر بالمواد الغذائية، بدلًا من تلك التي كانت تصلها عن طريق الدول الخليجية، وبخاصة السعودية. وفي 11 حزيران/ يونيو 2017، أرسلت إيران إلى قطر خمس طائرات تحمل أطنانًا من الخضروات والفواكه[11].
    وتستعد إيران للحصول على أكبر مكاسب ممكنة من الأزمة الخليجية، اقتصاديًا وسياسيًا؛ إذ ستصبح السوق القطرية التي تستورد ما قيمته أربعة مليارات دولار من المواد الغذائية سنويًا منفذًا مهمًا لتصدير المنتجات الغذائية والبضائع الإيرانية الأخرى، خاصة في ضوء القرب الجغرافي بين البلدين، وهو ما سيرفع حجم التبادل التجاري بين إيران وقطر، الذي لا تتجاوز قيمته حاليًا 300 مليون دولار. إضافة إلى ذلك، وبعد سنوات من التوتر، سوف تطمح إيران إلى "التنسيق" مع قطر في العديد من الملفات الإقليمية لمواجهة السياسة الخارجية السعودية التي باتت تستهدف البلدين معًا.
    أما تركيا فقد عمدت مباشرة بعد قطع الدول الخليجية الثلاث علاقاتها مع قطر إلى محاولة القيام بدور الوسيط لحل الأزمة الدبلوماسية، فقد أجرى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وهو الرئيس الحالي لمنظمة التعاون الإسلامي، محادثات هاتفية مع أمير قطر والملك السعودي وأمير الكويت، عرض فيها المساعدة لحل الأزمة[12]. لكنّ الدول التي فرضت الحصار لم تتجاوب مع المبادرة التركية، واستمرت في حملتها الإعلامية والدبلوماسية والاقتصادية على قطر. فانتقلت تركيا إلى دعم الحليف القطري بتسريع تصديق اتفاقيات عسكرية سابقة بين الدولتين؛ فعقد البرلمان التركي جلسةً طارئةً في 7 حزيران/ يونيو 2017 لتصديق معاهدة تسمح لتركيا بإقامة قاعدة عسكرية في قطر[13]. وعلى الصعيد الاقتصادي، سارعت تركيا إلى تزويد قطر بالبضائع والمنتجات الغذائية التركية الأساسية. وقد مثّل الدعم التركي لقطر عاملَ توازنٍ مهمٍ في الأزمة، واعتبر الرئيس التركي أن قرار إقامة قاعدة عسكرية في قطر يهدف إلى حماية منطقة أمن الخليج بشكل عام، وأنها ليست موجهة ضد أي دولة خليجية[14].
    خاتمة
    على الرغم من الحملة الإعلامية الشديدة والجهود الدبلوماسية الكبيرة التي بذلتها دول الحصار الخليجية للحصول على دعم إقليمي ودولي لمحاصرة قطر، فإنّ النتائج جاءت هزيلة، فلم تنضمّ إلى الحصار إلا دولٌ هامشية، جرى ترغيب بعضها وتهديد بعضها الآخر، بينما رفضت الانضمام الى حملة مقاطعة قطر حتى تلك الدول التي كان يُعتقد أنّ تأييدها مضمونٌ مثل المغرب والصومال والسودان. أما الدول الإقليمية والدولية الكبيرة فقد آثرت اتخاذ مواقف أكثر توازنًا، وأجمع أكثرها على دعوة أطراف الأزمة إلى حلها عبر الحوار، فيما عرض بعضها الآخر الوساطة. وقد شكّلت هذه المواقف عامل ضغطٍ على دول الحصار، فأخذت تتراجع عن بعض إجراءاتها العقابية، وبخاصة تلك التي شملت الشعوب الخليجية، وشكّلت مصدر إحراجٍ كبيرٍ لها. إنّ هذه المواقف الإقليمية والدولية إن لم تؤدّ إلى إيجاد حلٍ للأزمة، فإنها ستشكل على الأرجح كابحًا لأي إجراءات تصعيدية ضد قطر.


    [1] “Trump Takes Credit for Saudi Move Against Qatar, a U.S. Military Partner,” The New York Times, 6/6/2017, accessed on 15/6/2017, at: https://goo.gl/rrhQBD
    [2] “President Trump’s Speech to the Arab Islamic American Summit,” The White House, Office of the Press Secretary, , 17/5/2017, accessed on 15/6/2017, at: https://goo.gl/9KeKQ0
    [3] “Trump seems to undercut Tillerson’s remarks on Qatar,” The Washington Post, 9/6/2017, accessed on 15/6/2017, at: https://goo.gl/VTzJuS
    [4] “Former FBI chief Comey says he was fired to stop Russia inquiry, and accuses Trump of 'lies, plain and simple',” Los Angeles Times, 8/6/2017, accessed on 15/6/2017, at: http://www.latimes.com/politics/la-na-pol-comey-hearing-20170608-story.html
    [5]  تصريح وزير الخارجية الألمانية جابرييل بشأن الصراع في شبه الجزيرة العربية، المركز الألماني للإعلام، وزارة الخارجية الألمانية 7/6/2017، شوهد في 15/6/2017، في:
    [6]  “Crise dans le Golfe: le président français Emmanuel Macron appelle à "l'unité" et à "l'apaisement",” Les Nouvelles Calédoniennes, 7/6/2017, accessed on 15/6/2017, at : https://goo.gl/Kqu1Sb
    [7]  "مواقف موسكو وطهران متطابقة بشأن الأزمة القطرية"، وكالة معًا الإخبارية، 9/6/2017، شوهد في 15/6/2017، في:
    [8]  "لافروف يدعو للحوار لحل الازمة القطرية"، روسيا اليوم، 10/6/2017، شوهد في 15/6/2017، في:
    [9] “Blackwater founder held secret Seychelles meeting to establish Trump-Putin back channel,” The Washington Post, 3/4/2017, accessed on 15/6/2017, at: https://goo.gl/vID2Y7
    [10]  "خامنئي يتوقع "سقوطا حتميًا" لحكام السعودية وروحاني يدعو لتحسين العلاقات"، رويترز، 27/5/2017، شوهد في 12/6/2017، في:
    [11]  "إيران ترسل خمس طائرات محملة بالأغذية إلى قطر"، بي بي سي عربي، 11/6/2017، شوهد في 12/6/2017، في:
    [12]  "تركيا تعرض المساعدة لحل الأزمة بالخليج"، الجزيرة نت، 6/6/2017، شوهد في 12/6/2017، في:
    [13] "البرلمان التركي يصادق على مشروع قانون تمركز قوات عسكرية تركية في قطر"، ترك برس، 7/6/2017، شوهد في 16/6/2017، في:
    [14]  "وزير الخارجية البحريني: القاعدة التركية في قطر لحماية منطقة الخليج"، ترك برس، 10 يونيو/ حزيران 2017، شوهد في 12/6/2017، في: