Monday, July 30, 2012

الحل الدولي للمسألة السورية


A GOOD ANALYSIS

"....
في هذا الوضع أصبحت سياسة "الغرب الإمبريالي" تتمحور حول كيفية "دعم الثورة"، لكن لكي تتحوّل إلى "حرب أهلية" أو صراع طائفي. ولهذا أصبح مطلوباً زيادة "العمل المسلح" على حساب النشاط الشعبي، وتدعيم الفئات الأصولية على حساب الفئات المدنية في العمل المسلح ذاته. كل ذلك من أجل تحقق "الحرب الأهلية" أو "الطائفية" التي بدأ الإعلام "الغربي" يروج لها، وبدأت تتكرر من قبل مسؤولين دوليين.

السياسة الإمبريالية الغربية الآن باتت تتمثل في تحويل الثورة إلى حرب طائفية من أجل إضعاف سوريا كمجتمع. وكل النشاط "الداعم للثورة" الذي تمارسه مجموعة "أصدقاء سوريا" ينطلق من الإظهار الإعلامي للدعم من أجل كسب مصداقية تسمح بتعزيز الخيار الذي يركز الإعلام عليه، وتؤكد بعض الدول دعمه، أي خيار التسليح وتحويل الثورة إلى صراع مسلح.

هنا الغرب الإمبريالي "الداعم للثورة" يتآمر عليها لأنه لا يريد ثورة منتصرة، ويريد تفكيك سوريا وضعفها لكي يكسب هو في مرحلة تالية ربما أو يورث الروس وضعاً لا فائدة منه. هذا هو المنطق الإمبريالي الذي لم تستطع روسيا كإمبريالية جديدة التعامل معه من أجل ضمان مصالحها.

فهي ما زالت تتمسك بالسلطة ذاتها التي قررت خوض الحرب ضد الشعب إلى النهاية، دون قناعة بحوار أو تنازل عن أدنى حجر في هذه السلطة التي شيدها حافظ الأسد لكي تكون إرثاً عائلياً "إلى الأبد". ولهذا يمرّ الوقت دون أن تعرف كيف تقوم بخطوة تضمن مصالحها.

لكن، ما هو مهم ليس كل ذلك، بل هو أن هذا الوضع الدولي لم يعد يسمح بتدخل إمبريالي غربي، وهو الخطر الذي كان ممكناً في سنوات سابقة، ويُبقي روسيا في حيرة من أمرها عاجزة عن فعل شيء، ومن ثم سيتحقق التغيير بقوة الشعب ومقدرته على منع تحويل الثورة إلى "حرب مسلحة أصولية"، ودفعها نحو إسقاط السلطة عبر تفكيكها، بمعنى أن الثورة ستنتصر بقواها الذاتية في وضع عالمي مرتبك ومشلول.
"

No comments: